ربما ترى في هذه الأسطر بعض القسوة؛ لكن يشهد الله أنها من قلب يحترق على الدين، ويشعر بخطورة ما يصيب المسلمين .. فآمل أن تصل للقلب
إن ثقافة "مجاملة أصحاب اللحى" كثيراً من أصحاب اللحى يتمادى في أطروحاته؛ ثقة منه أن هناك من سيتعصب له ويدافع عنه ويقاتل لأجله
.. رُبّينا على محاربة من يسخر بالقرآن الكريم .. لكننا سكتنا لما تمادى أحد أصحاب اللحى في طيشه ومزاحه؛ فقال: سورة التفاحة
.. رُبّينا على تقديس آيات الكتاب العزيز .. لكننا سكتنا لمّا حرّف أحد أصحاب اللحى آيتين من كتاب الله تعالى؛ إحداهما قول الله جل وعلا "فوكزه موسى"
.. رُبّينا على الاستسلام لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. لكننا سكتنا لمّا ضعّف وحرّف بعض أصحاب اللحى حديث "وإن ضرب ظهرك" دون بحث علمي وحجة شرعية
.. رُبّينا على الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. لكننا سكتنا لمّا اتّهم أحد أصحاب اللحى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بيع الخمر وإهدائها (قبل تحريمها)
.. رُبّينا على تعظيم الصحابة رضي الله عنهم .. لكننا سكتنا لما تجرأ بعض أصحاب اللحى على مقام الصحابة وأجازوا تمثيلهم في مسلسلات درامية
.. رُبّينا على حب شريعة الرحمن .. لكننا سكتنا لمّا تجرأ أصحاب اللحى على شريعة الإسلام وامتدحوا الديموقراطيات والدساتير وطالبوا بها
.. رُبّينا على الحذر من الرياء .. لكننا سكتنا لمّا جاهر أصحاب اللحى بأعمالهم وكأنهم يُحصون على الله ما يعملون
.. رُبّينا على كراهية المديح .. لكننا سكتنا لمّا طار أصحاب اللحى بالمدح وقاموا ينشرون بأنفسهم كلمات الثناء التي تقال في حقّهم
.. رُبّينا على الرجوع للعلماء .. لكننا سكتنا عن أصحاب اللحى وهم يُهمّشون العلماء ويتسابقون على الإفتاء ويُصدّر بعضُهم بعضا
.. رُبّينا على توقير ولاة الأمور .. لكننا سكتنا لّما تجرّأ أصحاب اللحى على حُكّامنا باسم النصيحة والمناشدة والغيرة وإنكار المنكر
.. رُبّينا على احترام النظام .. لكننا سكتنا عن أصحاب اللحى لمّا سعوا لجمع التبرعات وصوّروا للناس أن الحكومة ضد قضايا المسلمين
.. رُبّينا على الترفع عن سفاسف الأمور .. لكننا سكتنا عن أصحاب اللحى وهم يشغلون الجماهير بـ "الاستايل" والـ "لوك" و "البنطال"
إن سلسلة المجاملات لم تنته بعد .. !! فكيثر منّا يترك ما رُبّي عليه؛ ?رضاء بعض أصحاب اللحى دون خوف من الله أو حياء من الناس
نساهم في تضييع الدين وتزيين الشر؛ ثم نشتكي من الباطل الذي صنعناه بأيدينا ونشرناه بجهودنا ودافعنا عنه بألسنتنا .. ولو اعتصمنا بالله ثم تمسكنا بدينه ورجعنا للعلماء وارتبطنا بالحق ونبذنا التعصب للرجال؛ لَمَا اختلط علينا الحق بالباطل
فهل مِن وقفة صادقة في وجه كل مَن يخالف الحق ويتجرأ على الإسلام وثوابته ومقدساته؛ ولو طالت لحيته وكثر بكاؤه وخشوعه؟!
لنستيقظ من رقادنا ونهب لنصرة الدين الذي جاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في نشره وتثبيت أركانه وترسيخ دعائمه؛ حتى أدركناه صافياً نقياً
لقد أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخُنق، وسُبّ، وشُتِم، وطُرِد، وشُجّ رأسُه وكُسِرت أسنانه، وسال دمه، وافتُرِي عليه، وطُعن في عقله وعرضه
وابتُلي الصحابة رضي الله عنهم، وهُجّروا، ونُهِبت أموالهم، وسالت دماؤهم وقُطعت أطرافهم، وتطايرت رؤوسهم، وهلكوا جوعاً وعطشاً، وماتوا فقراً
تحمّلوا هذا العناء؛ كي يأخذوا إسلاماً صحيحاً نقياً، ويعملوا به كما يحب الله ويرضى، ويُسلّموه لمن بعدهم صافياً نقياً كما أخذوه
فيا أتباع محمد بن عبد الله .. ويا أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وابن عوف أنس وأبي هريرة وابن مسعود وابن عمر وعائشة وفاطمة وزينب وحفصة .. لا تضيعوا هذا الدين؛ مجاملة لِمَن فُتن في دينه، وابتُلي في عقله، وضل عن سبيل المؤمنين، وحاد عن الصراط المستقيم؛ فإنا محاسبون حتى فيما نتعصّب له ونتحامى لأجله ونسخّر أوقاتنا للدفاع عنه
.. اللهم هل بلغت ؟!
.. اللهم اشهد
منقول من مدونة الشيخ بندر المحياني